استيقظ جموع المصريين، صباح اليوم الأحد، على أخبار متتالية عن موجة قوية من الطقس السيئ تضرب محافظة الإسكندرية، وبينما جاءت توقعات هيئة الأرصاد الجوية أمس السبت، بدخول موجة من الطقس البارد والسيئ، مع احتمال سقوط أمطار، وخاصة مع دخول النصف الثانى من شهر الخريف الذى يشبه طقس الشتاء فى جانب كبير، إلا أن التوقعات لم تكن تصب فى هذا الاتجاه الذى شهدناه اليوم، إذ امتلأت شوارع المحافظة بالمياه، وغرقت كثير من الشوارع والبيوت، مع انهيارات جزئية لبعض العقارات وحوادث سير وإصابات ووفيات عديدة.
المشكلة الكبيرة التى كشفت عنها الأحداث الجارية اليوم، هى قصور البنية الأساسية وشبكات الصرف، وعدم قدرة الأجهزة التنفيذية على التعامل العاجل مع الأحداث الطارئة من هذا النوع، وهو ما تسبّب فى تصاعد حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن هذه الموجة، فوفقًا لبيان صادر عن مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، أسفر سوء الأحوال الجوية عن وفاة 5 أشخاص فى ثلاث حوادث منفصلة، إذ سقط "كابل" كهرباء ترام محرم بك ليصعق طفلين وشابًا ويقتلهم على الفور، كما توفى شاب آخر صعقًا بالكهرباء إثر سقوط أحد الكابلات داخل حفرة بالمنشية، إضافة إلى شاب آخر توفى داخل سيارته.
محافظ الإسكندرية.. رجل "الكرنفالات" الوسيم
الأكيد وسط هذه التفاصيل أن موجة الطقس السيئ أمر قدرى ولا دخل لمسؤول تنفيذى فيها، ولم يكن المحافظ يملك منعها أو تأجيلها، ولكن الأمر يحمل فى طيّاته قدرًا من الإهمال أو القصور، وهو طرف الخيط الذى التقطه كثيرون من المهتمين والمتابعين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ليهاجموا المحافظ الدكتور هانى المسيرى ويتهمونه بأنه "محافظ الشو" الذى يهتم بالكرنفالات والاحتفالات والجولات ذات الطابع الترفيهى أكثر من العمل الإدارى والتنفيذى الجاد، ومن فعالياته هذه ماراثون الدراجات الذى أقامه من قبل، أو جولته داخل ترام الإسكندرية المكيف والمزوّد بخدمة الواى فاى، أو تنظيم أكبر مائدة إفطار جماعى فى شهر رمضان الماضى، والتى تمتد لأكثر من ثلاثة كيلو مترات، وغير ذلك من الأحداث والتفاصيل المشابهة، وهى الأمور التى ركّز عليها المنتقدون والمهاجمون للمحافظ وجهازه التنفيذى، واهتموا بتعدادها فى إطار التدليل على فشل المحافظ وضرورة إقالته.
"فى حب مصر": أوضاع الإسكندرية متردّية.. ويجب إقالة المحافظ
طالبت البرلمانية مى محمود، الفائزة عن قائمة "فى حب مصر" بقطاع غرب الدلتا، بإقالة الدكتور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية، على خلفية غرق المحافظة جراء السيول التى ضربتها صباح اليوم الأحد.
وأكدت مى محمود - فى تصريحات لـ "برلمانى" - أن الإسكندرية تشهد حالة من تردى الأوضاع، رغم أنها من أهم المحافظات، ولكنها دائمًا ما تغرق خلال فصل الشتاء، لعدم تطوير منظومة الصرف وغياب الرقابة على المحافظين خلال الفترة الماضية.
فرج عامر يطالب بإقالة المحافظ لفشله فى إدارة الأزمات
كذلك طالب المهندس محمد فرج عامر، الفائز بعضوية مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر" بقطاع غرب الدلتا، بإقالة محافظ الإسكندرية الدكتور هانى المسيرى، على خلفية الأحداث التى شهدتها المحافظة اليوم.
وقال "عامر" - فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى" - إن المحافظ فشل فى إدارة كل الأزمات التى شهدتها الإسكندرية منذ تولّيه المنصب، قائلاً: "لم يكن المحافظ على قدر المسؤولية، رغم أنه أخذ فرصًا كثيرة".
وأشار "عامر" فى تصريحه، إلى أن الدكتور هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية،لا يتوقف أمره على أنه ليس على قدر المسؤولية فقط، ولكنه يتنصّل منها، ولم يعترف بفشله فيها، مضيفًا: "الغضب بالإسكندرية متصاعد جراء الفشل المتوالى للمحافظ، والطريق الوحيد هو إقالته، وأرفع رجاء إلى السيد عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بأن يقيل المحافظ حتى يهدأ الشارع السكندرى".
أحمد السجينى: ما حدث مهزلة يُحاسَب عليها المحافظ
النائب البرلمانى أحمد السجينى، الفائز بعضوية البرلمان عن القائمة بقطاع غرب الدلتا، كان واحدًا من أصحاب ردود الفعل الأولى على الأمر، إذ وصف فى تصريحات صحفية ما حدث بالإسكندرية بالمهزلة الإدارية والفنية التى يُحاسب عليها المحافظ والجهات المسؤولة المنوط بها بأعمال صيانة محطات الرفع والصرف والأمطار.
وحذر "السجينى" من أن عدم التعامل مع الأمر بالجدية المطلوبة ستنتج عنه حوادث وخيمة، وخصوصًا انهيار للمنازل والأبراج المخالفة التى تم بناؤها بعيدًا عن الرقابة الهندسية للدولة، موضّحًا أن وجود المشكلات والتحديات ليس عيبًا، وإنما كل العيب عندما يفتقد المسؤول للرؤية الواقعية والخطط التنفيذية المسبقة للتعامل مع تلك المشكلات والتحديات.
وطالب النائب البرلمانى، محافظ الإسكندرية بالاعتذار عن المنصب إذا كان غير قادر على تحمل المسؤولية، مناشدًا المحافظ، إن كان يمتلك رؤية لحل مشكلات الإسكندرية، بأن يعرضها على المجتمع المدنى والأجهزة المعنية من خلال مؤتمر عام شامل، ومن خلاله سنستطيع أن نخطو أولى خطوات الإصلاح والبناء الحقيقى للمحافظة.
سحر طلعت مصطفى: المحافظة استعانت بالقوات البحرية
البرلمانية سحر طلعت مصطفى، سيدة الأعمال وعضو البرلمان الفائزة عن قائمة "فى حب مصر"، أكدت أنها تواصلت مع محافظ الإسكندرية الدكتور هانى المسيرى، والذى أشار إلى صرف الحكومة 75 مليون جنيه لإصلاح منظومة الصرف الصحى، موضّحة أن المحافظة استعانت بالقوات البحرية وهيئات القوات المسلحة ومحافظات القاهرة وكفر الشيخ والبحيرة للمساعدة فى إنقاذها من الغرق.
وأشارت سحر طلعت مصطفى، إلى أنها تتواصل مع وزارة التضامن الاجتماعى لصرف تعويضات للمصابين وأسر المتوفين، مؤكدة أن الأهم حاليًّا هم "الغلابة" ومن سقطت منازلهم بسبب الأمطار الغزيرة.
الأحزاب السياسية تفتح النار وتطالب بإقالة المسيرى
لم يكن الموقف الواضح فى هذا الأمر ما اتخذه أعضاء البرلمان الفائزون، أو المرشحون فى الانتخابات الجارية، فقد دخلت بعض الأحزاب السياسية على الخط، إذ قال تامر النحاس، أمين تنظيم الحزب المصرى الديمقراطى، إن كارثة الإسكندرية وسقوط أكثر من 6 ضحايا، نتيجة فشل المحافظة فى التعامل مع سوء الأحوال الجوية، وهى كارثة بكل المقاييس.
وأضاف "النحاس" فى تصريحات صحفية، أن مجلس النواب عليه أولا أن يناقش هذه الكارثة فى أولى جلساته، ويقيّم تعامل الحكومة معها، فليس طبيعيًّا أن تودى الأمطار بحياة 6 مواطنين وتعجز الحكومة عن التعامل معها، مختتمًا تصريحه بالقول: "يتقدم الحزب المصرى الديمقراطى بخالص التعازى للشعب المصرى فى وفاة مواطنين مصريين كضحايا لإهمال الحكومة وفشلها فى التعامل مع ظاهرة سوء الأحوال الجوية، وتجب محاسبة المسؤولين عما اقترفوه من تقصير شديد فى حماية أرواح المصريين، وينبغى ألا نسمع مجدّدًا عن مفاجأة الأمطار للمحافظين وعدم قدرتهم على مواجهة سوء الأحوال الجوية".
كذلك طالب حزب الإصلاح والنهضة بإقالة محافظ الإسكندرية، بعد ما شهدته المحافظة من مشكلات وآثار سيئة إثر موجة الطقس السيئ، وقال علاء مصطفى، المتحدث باسم حزب الإصلاح والنهضة، إن ما شهدته محافظة الإسكندرية فشل ذريع من محافظ لم يهتم بالمواطن وحلول مشكلاته المزمنة، وفضل الاهتمام بـ "الشو" الإعلامى والملفات الثانوية، وطالب المتحدث باسم حزب الإصلاح والنهضة بإقالة "المسيرى"، موضّحًا أن هذا الإجراء سيكون أقل شىء يمكن اتخاذه بعد الكارثة التى شهدتها المحافظة، والتى لم يستطع مواجهاتها أو تفاديها، وتسببت فى موت وإصابة عدد من المواطنين نتيجة لوقوع كابل كهرباء فى المياه.